أحمد البنك (القاهرة)

شنت طائرات الجيش الليبي أكثر من 35 غارة جوية على مواقع للميليشيات المسلحة والجماعات الإرهابية في ضواحي طرابلس خلال يومين، بحسب تصريحات مدير المركز الإعلامي لغرفة عمليات الكرامة التابعة للجيش الليبي في طرابلس العميد خالد المحجوب لـ«الاتحاد»، أمس. واستهدف سلاح الجو تمركزات الميليشيات المسلحة الداعمة لحكومة الوفاق في مناطق عدة متفرقة بالعاصمة طرابلس، ومنها قصف مواقع للميليشيات في مشروع الموز بالقرب من مدينة عين زارة جنوب شرق طرابلس، واستهداف مسلحين في مناطق خلة الفرجان ووادي الربيع ومنطقة الهيرة.
واعترفت ميليشيا المرسى الإخوانية الليبية (تنحدر من مدينة مصراتة) بمقتل مسؤول التسليح والدعم للميليشيا جمال الصغير في غارة جوية لسلاح الجو الليبي على منطقة جنزور. وواصلت الكتيبة «152 إجدابيا» التابعة للجيش الليبي التقدم في محور الكسارات في ضواحي طرابلس، وسط انهيار في صفوف الميليشيات المسلحة التي توجد في هذه المنطقة وتكبدها خسائر في العتاد والأرواح.
وأكد اللواء إدريس مادي، قائد المنطقة الغربية التابعة للجيش الليبي، أن أهالي مدن المنطقة الغربية يؤيدون تطهير طرابلس والمنطقة الغربية من الميليشيات المتغولة علي السلطة التنفيذية، لافتاً إلى أن الشارع الليبي على قناعة كاملة بأن الدولة المدنية لن تقوم في وجود الأسلحة بحوزة العصابات الإجرامية والإخوان والجماعة الليبية المقاتلة «القاعدة» والجماعات المتطرفة، مضيفاً: «الجميع على أحر من الجمر لتطهير العاصمة طرابلس من قبضة الميليشيات». وأشار اللواء إدريس مادي لـ«الاتحاد» إلى مخطط تقوده جماعة الإخوان وعناصر القاعدة في الجنوب الليبي لإثارة الرأي العام، وإقناع العالم بأن الجغرافية التي تسيطر عليها قوات الجيش الليبي تتمركز بها عصابات إجرامية وإرهابية.
ولفت القائد العسكري الليبي إلى تبني ميليشيات تابعة لحكومة الوفاق الوطني لبعض العمليات الإرهابية يفضح طبيعة علاقتهم بالمجموعات المتطرفة وتنظيم داعش، مؤكداً أن انشغال القوات المسلحة الليبية في الشمال وعدم توحيد القرار السياسي والعسكري يسمح للمجموعات المتطرفة بالتحرك وتنفيذ عمليات محدودة الغرض منها البلبلة وخلط الأوراق. وأكد اللواء إدريس مادي صعوبة قيام دولة مدنية في ليبيا في ظل وجود ميليشيات مسلحة وانتشار السلاح خارج سلطة الدولة والمؤسسات المختصة الخاضعة للقانون، وتساءل قائلاً: «هل يمكن تحقيق تبادل سلمي للسلطة في وجود أسلحة موجهة لصدور الناس؟». بدورها دفعت ميليشيا الحلبوص التابعة لحكومة الوفاق- الأكثر تسليحاً وعتاداً- بعشرات الآليات العسكرية والمدرعات إلى مناطق جنوب العاصمة طرابلس، وتحديداً في تاجوراء.
إلى ذلك، تراجع وزير الاقتصاد والصناعة بحكومة الوفاق الوطني، عضو جماعة الإخوان، علي العيساوي عن قراره بشأن تعليق عمل الشركات الفرنسية والألمانية بعد أقل من 24 ساعة من صدوره بدعوى أن الشركات قد تواصلت وطلبت مهلة لتجديد إذن عملها. وأكد العيساوي في قراره أنه تلقى توجيهات من السراج بشأن مراعاة هذه الشركات نظراً للظروف الراهنة ومنحها فرصة زمنية لتسوية أوضاعها القانونية، مبيناً بأنه منح الشركات المعنية فرصة ثلاثة أشهر لتسوية أوضاعها وفقاً للتشريعات النافذة. وأعلنت منظمة الصحة العالمية ارتفاع عدد ضحايا اشتباكات طرابلس منذ 4 أبريل الماضي إلى 454 قتيلاً و2154 مصاباً، بينهم ثلاثة من عمال الإسعاف الذين انفجرت عربتهم في هذا الأسبوع. وقال الممثل الخاص لليونيسيف في ليبيا عبد الرحمن غندور: «أكثر من 60 ألف شخص نزحوا جراء الاشتباكات ونحتاج لمبلغ 5.5 مليون دولار لمساعدة المحتاجين في ليبيا».